السيروتونين Serotonin
يعد السيروتونين (5-Hydroxytryptamine) من عناصر الاكتفاء الذاتي،يتركز عند الإنسان في الدماغ، والصفيحات الدموية، والخلايا الكرومافينية المعوية.
يعتبر السيروتونين أحد أهم النواقل العصبية الرئيسة على مستوى الجملة العصبية المركزية، إذ يؤدي دوراً أساسياً في النوم واليقظة، وفي القلق والهمود والاكتئاب، وفي الشقيقة والألم وتنظيم حرارة الجسم، كما يؤدي دوراً في تنظيم إفراز الهرمونات النخامية، ويشكل طليعة الميلاتونين في الغدة الصنوبرية.
اصطناع السيروتونين
يصطنع السيروتونين انطلاقاً من الحمض الأميني L-Tryptophane.
يرتبط اصطناع السيروتونين في الدماغ بكمية القسم الحر من التريبتوفان الذي يعبر الحاجز الدماغي الدموي، فتناقص القسم الحر يؤدي إلى تناقص العبور، بالإضافة إلى تنافسه مع بعض الحموض الأمينية على العبور.
يتناقص عبور التريبتوفان بالكورتيزول، ويزداد بالأنسولين.
أين يتواجد السيروتونين في العضوية ؟
2- الصفيحات الدموية : تحوي معظم سيروتونين الدم، وهي لا تصنعه، بل تلتقطه من البلازما بعد تحرره من الخلايا الكرومافينية المعوية، ويمكن للسيروتونين الموجود في الصفيحات أن يتحرر في البلازما ويؤثر موضعياً في الأوعية.
ما هي تأثيرات السيروتونين ؟
يمتلك السيروتونين تأثيرات كثيرة بسبب كثرة مستقبلاته وتوزعها في المحيط وفي الجملة العصبية المركزية، وهي تأثيرات معقدة وأحياناً متناقضة، تعود هذه التأثيرات إلى ارتباطه بمستقبلاته النوعية، من هذه التأثيرات :
تأثيرات محيطية:
1- تأثيره في الأوعية :
- يحدث السيروتونين تقبضاً وعائياً في معظم أنحاء العضوية كأوعية الكلية بتفعيله مستقبلات 5HT2.
- يحدث توسعاً وعائياً في العضلات الهيكلية والجلد.
- يسبب السيروتونين تقبض الأوردة، ويبدو أنه مسؤول عن حدوث الخثرات الوريدية.
- يعد السيروتونين من العوامل المجمعة للصفيحات.
- يوسع السيوتونين الشعيرات الدموية ويزيد نفوذيتها.
- يتحرر السيروتونين في الظواهر الالتهابية والتحسسية كالربو، والصدمات التأقية مع الهيستامين.
2- تأثيره في القلب :
- يحدث السيروتونين تأثيراً إيجابياً على النظم القلبي.
- يحدث تأثيراً إيجابياً في القلوصية القلبية.
3- تأثيره في الضغط الشرياني :
يسبب السيروتونين هبوط ضغط شرياني عند تحرره بكميات كبيرة كما في الصدمات التأقية، ويعزى ذلك إلى توسيعه الأوعية الدموية في العضلات الهيكلية وفي الجلد بحيث تنخفض المقاومة الوعائية المحيطية.
4- تأثيره في الألياف العضلية الملساء المعوية :
يسبب السيروتونين تقلصاً في العضلات الملساء المعوية، ويؤدي إلى زيادة الحركات المعوية، وهذا يفسر الإسهالات التي تحدث في سياق الكارسينوئيد المعوي.
5- تأثيره في القصبات :
يكون تأثير السيروتونين مقبضاً في العضلات الملساء للقصبات، ويكون التقبض شديداً عند المصابين بالربو.
6- تأثيره في الرحم والحالب : يقوي التقلصات في الرحم والحالب.
التأثيرات المركزية :
- يمتلك السيروتونين تأثيرات مضادة للاكتئاب حيث أن نقصه في الدماغ يسهم في حدوث الاكتئاب.
- للسيروتونين دور في حدوث الأمراض العصبية النفسية كالفصام والهذيانات وغيرها، وذلك من خلال زيادة السيروتونين في الجملة العصبية المركزية.
- يتدخل السيروتونين في تنظيم الشهية للطعام، فهو مولد للقمه (مثبط شهية للطعام).
ما هو دور السيروتونين في الأمراض؟
1- يؤدي السيروتونين دور في الحالات الالتهابية والتحسسية.
2- الشقيقة : والتي تتصف بنوب متكررة من آلام الرأس والتي تتظاهر أولاً بتقبض وعائي أو النسمة (الأورة)، ويتلوه توسع وعائي (المرحلة المؤلمة). تتم السيطرة على هذه الآلام بإعطاء مقبضات الأوعية الدموية والمسكنات.
3- قصور التروية القلبية : حيث يقوم السيروتونين المتحرر من الصفيحات الدموية بإحداث تقبض وعائي إكليلي يفاقم قصور التروية القلبية.
4- الإقياء والغثيان : حيث يحرض السيروتونين على الإقياء من خلال تفعيل مستقبلاته في الأنبوب الهضمي والمنطقة الباعثة على الإقياء.
5- المتلازمة الكارسينوئيدية (أورام الخلايا الكرومافينية) : أورام انتقالية تفرز مواد مختلفة، منها كميات كبيرة من السيروتونين محدثاً إسهالات، وتوهجاً وهبات، وتوسعاً وعائياً جلدياً يليه تقبض وعائي، زلة تنفسية ربوية الشكل.